كشفت مصادر دبلوماسية أن هناك خطة امريكية اسرائيلية لضرب حركة فتح وتفتيتها بمشاركة شخصيات وقيادات فلسطينية وأجهزة استخبارية لدول في المنطقة، ومن ثم محاصرة الرئيس عباس واسقاط السلطة وتأتي هذه الخطة مترافقة مع خطة ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي ـ منشورة في مكان آخر ـ لضرب السلطة الفلسطينية ورئيسها وبعلم الاجهزة المتنفذة في واشنطن
وقالت المصادر ان خطة ضرب حركة فتح والسلطة تأخذ اشكالا عديدة وأن لقاءات عقدت بين اصحاب هذه الخطة ومسؤولين من دول عدة داخل الساحة الفلسطينية وفي تل ابيب وواشنطن وعاصمة خليجية . واشارت المصادر الى ان هؤلاء يسعون الى شق الحركة وتمزيقها واستقطاب عناصرها للالتحاق والانتساب الى أحزاب وتيارات جديدة بدعم مالي امريكي وكانت الادارة الامريكية قد منحت اموالا ضخمة لبعض قيادات في فتح والسلطة لانشاء مؤسسات ومكاتب استقطاب ومطابخ سياسية وفبركة شائعات وتأليب مدروس على القيادة ورئيسها والوقيعة بينه وبين قيادات يرى فيها هؤلاء حجر عثرة في طريق تمرير خطتهم المدعومة امريكيا واسرائيليا.
وذكرت المصادر أن الولايات المتحدة واسرائيل تتحركان لدعم الخطة المذكورة من خلال القائمين عليها حيث طلبتا مؤخرا من الرئيس عباس حل طاقم التفاوض الفلسطيني مع اسرائيل واعادة تشكيله وابعاد احمد قريع (ابو العلاء) عن رئاسته متهمة اياه بالتخريب على التوجهات الامريكية الاسرائيلية للتوصل الى حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وأفادت المصادر ان الرئيس عباس رفض هذا الطلب ورفض ادعاءات واشنطن وتل أبيب وكشفت المصادر عن أن شخصية فلسطينية رسمية أعدت بالمشاركة مع شخصية اسرائيلية وبتشجيع من قيادات أمريكية واسرائيلية وثيقة لحل الصراع عبر اقامة دولة فلسطينية بحدود قابلة للتفاوض على مدى عشرين عاما وحل مسألة اللاجئين استنادا الى وثيقة جنيف وتسريع عملية التوطين التي رصدت لها أموالا هائلة وتأجيل المسائل الأخرى الرئيسية الى سنوات طويلة قادمة، وأن هذه الوثيقة بحاجة الى تهيئة الارضية اللازمة لتمريرها ، ومن هنا جاءت خطة ضرب حركة فتح ومحاصرة قادتها والاساءة اليهم والمطالبة باعادة تشكيل طاقم التفاوض بدون أحمد قريع لتمرير مشروع الوثيقة وبعد ذلك يصار الى عزل الرئيس عباس بعد محاصرته وضرب السلطة الفلسطينية . وأكدت المصادر أن هناك شخصيات فلسطينية تفاوض الاسرائيليين دون علم رئيس الطاقم التفاوضي مشكلة بذلك قناة سرية نشطة مدعومة من القيادتين الاسرائيلية والأمريكية. كما ان هناك بندا في خطة هؤلاء يتضمن الوقيعة بين الرئيس وبعض الانظمة العربية.
وأشارت المصادر ذاتها الى ان الشخصيات المرتبطة بهذه الخطة نجحت في ابعاد أحمد قريع عن المشاركة في اللقاء الذي عقد مؤخرا في رام الله بين الرئيس ابو مازن ونائب الرئيس الامريكي ديك تشيني. وأضافت المصادر أن الشائعات التي بدأت تنطلق تباعا ضد قيادات في حركة فتح والرئيس عباس تندرج في اطار هذه الخطة في وقت يواصل فيه وزير الدفاع الاسرائيلي تنفيذ خطط ضرب السلطة واسقاط رئيسها.
وكشفت المصادر نفسها أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوف يتخذ بعد عودته من قمة دمشق خطوات وترتيبات وقرارات جذرية في الساحة الفلسطينية لاسقاط هذه الخطة بعد ان تجاوز واضعوها الحدود والخطوط الحمراء وبعد أن تكشفت اهدافهم وتحركاتهم وارتباطاتهم .
وأكدت المصادر ذاتها أن اصحاب هذه الخطة يتصدون بكل الوسائل لأية فرصة لاستئناف الحوار بين حركتي فتح وحماس وتجاوز الأزمة في الساحة الفلسطينية واعادة اللحمة الى هذه الساحة واظهار ان الرئيس عباس هو المعرقل والرافض لانهاء الازمة في الساحة، خاصة وأن تعزيز الوحدة الوطنية بات مطلبا ملحا للشعب الفلسطيني أيا كانت توجهات وانتماءات قطاعاته.