اين ذهبتي يا امي بحنانك فلم ارتشف الا القليل منه ... سالت ابي فقال هي بالجنه تنتظرك يا بني فادعوا لها بالرحمه ... فسالته ان كانت تنتظرني فلماذا لاتاتي فانا لا اعرف طريقا لها ... عندها قال الاب : فصبرا جميلا .
كبر الفتى واصبح شابا يافعا
وكان اسمه ( ادريس ) تيمنا باحد الصالحين وكان امه تحب مناداته بهذا الاسم يوما بعد يوم ولاكن كتب لها القدر بان لاتحضر يوم حفظه للقران الكريم وحلاوة مجلسه بين اقرانه وكان محبوبا بين اقرانه لطيب اخلاقه وقوة صبره وكرمه الذي تعلمه من القران وبمساندة ابيه الضرير .
وعندما استراح جسده من التعب ذهب في رحلة نوم عميقه جدا.... لم يدرك بانه كان محموما وكان الاب يجلس بجانبه يسمع ويتالم لالمه فهو طريح الفراش لاكثر من 3 ايام والحرارة لم تنخفض بالرغم من استدعاء الحكيم ، فيخاطب الاب ابنه ويقول :
ما شانك يا ادريس هل تريد تركي بالدنيا بعد امك ...
ادريس : لم يرد كون عقله الباطني في النوم والاسترخاء وجسده بالحمى
الاب : هل ترضى ان تتركني بعد ما اصبحت ضريرا يا بني قم سمي بالله وتوكل عليه
ادريس : يصرخ ويتاوه ( اماه رحماكي يا اماه وادعي لنا بالجنه والرضا الرباني )
الاب : لا اله الا الله محمد رسول الله وانا لله وانا اليه لراجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم نستغفرك ونتوب اليك .
* وبعد اسبوع من الزمان *
يستيقظ ادريس معافى وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى ورى اباه نائم بجانبه وقال ماذا حدث وانته جالس بقربي يا ابي ؟!
فقال : كنت مريضا بالحمى وخفت ان تتركني لوحدي ، وقال ادريس : رايت بالمنام امي وقد كنت العب معها وحدثتها بانني حفظت القران وقد قبلت راسي وقالت سلم على ابيك وتابع تعلمك للعلم والقران والسنه الشريفه وساعد ابيك فانه ضرير ، ولاكن كنت ارغب بمزيد من الوقت فابت ذلك وقالت مرة اخرى سوف تكون معي بوقتك ان شاء الله تعالى .
فحزنت وقلت لها ان شاء الله فذهبت عني ... فصحيت وانته بقربي ( سبحان الله ) محبة الام شي عظيم .
صدق من قال بان جنتك بالدنيا يا ابن ادم هي امك ثم امك ثم امك ثم ابيك .
قالوا عنها.. مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود وقالوا .. هي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ، ليرعي ضعفنا ويطبب علتنا ... وقالوا.. هي الإيثار والعطاء والحب الحقيقي الذي يمنح بلا مقابل ويعطي بلا حدود أو منّة
تحياتي